تعتبر عملية القلب المفتوح واحدة من أكثر الإجراءات الطبية تعقيدًا وتقدمًا في مجال جراحة القلب، حيث تجرى هذه العملية لعلاج مجموعة متنوعة من مشكلات القلب مثل انسداد الشرايين التاجية واضطرابات صمامات القلب وعيوب القلب الخلقية.
وتتطلب العملية مهارات جراحية عالية، حيث يتم فتح جدار الصدر للوصول إلى القلب ليسمح للجراح بإجراء التصحيحات اللازمة، ويعتمد نجاح هذه العملية على التقنية المستخدمة، وكذلك على العناية اللاحقة للمريض، وفي هذا المقال سأتحدث عن تجربتي مع عملية القلب المفتوح.
يحتوي هذا الموضوع على
تجربتي قبل عملية القلب المفتوح
خلال تجربتي قبل عملية القلب المفتوح، علمت أنه تتطلب عملية القلب المفتوح مجموعة من التحضيرات الهامة لضمان نجاح الجراحة وسلامة المريض.
كما يوضح الدكتور أسامة عباس تشمل هذه التحضيرات مجموعة من الفحوصات الطبية المهمة التي تتضمن تحليل صورة الدم بالإضافة إلى تقييم وظائف الكلى والكبد وقياس مستوى السكر وتحديد فصيلة الدم، كما يجري الأطباء أشعة عادية ورسم قلب والأشعة بالموجات فوق الصوتية وقسطرة القلب على الشرايين التاجية لتقييم حالة القلب بشكل شامل.
وقبل ليلة الجراحة يتم تنفيذ إجراءات محددة تتعلق بالتحضير البدني، كما ينصح بإزالة الشعر عند الرجال في مناطق الصدر والحوض حتى نصف الفخذ، وذلك لضمان تعقيم هذه المناطق بشكل جيد لتفادي مخاطر العدوى، كما يمنع تناول الأطعمة والمشروبات قبل العملية بثماني ساعات مع ضرورة تناول أدوية معينة يحددها الطبيب لضمان الحفاظ على صحة المريض واستعداد جسمه للجراحة.
كيف يتم إجراء عملية القلب المفتوح؟
تم إجراء عملية القلب المفتوح عادةً في فترة تتراوح بين 3 إلى 6 ساعات أو أكثر، وتضمنت عدة خطوات رئيسية لضمان نجاح الجراحة حيث تم البدء بتخديري كليًا لمنع أي شعور بالألم خلال الإجراء، ويلي ذلك قيام الجراح بإجراء شق طولي في أسفل منتصف الصدر ويتراوح طوله بين 20 إلى 25 سنتيمتر.
وبعد ذلك قام الجراح بقطع بعض عظام القفص الصدري وفصلها وذلك لعرض القلب بشكل كامل، وعند هذه المرحلة يتم توصيل المريض بجهاز يعرف بجهاز المجازة القلبية الرئوية الذي يستخدم لنقل الدم بعيدًا عن القلب ليتيح للجراح إمكانية العمل بدقة، وفي بعض العمليات الحديثة قد تجرى دون الحاجة إلى هذا الجهاز، ويقوم الجراح بعد ذلك باستخدام وعاء دموي سليم لإنشاء مسار جديد لتدفق الدم، ليساهم في تجاوز الأوعية المسدودة، ويتم إعادة عظام القفص الصدري إلى مكانها وإغلاق الشق في الصدر بالخيوط الجراحية.
تجربتي مع عملية القلب المفتوح
في صباح يوم العملية قادتني الممرضة إلى غرفة ما قبل العمليات حيث قام طبيب التخدير بمراجعة تحاليلي وتاريخي المرضى، وطلب مني الاسترخاء وأدخل الكانيولات تحت المخدر الموضعي ثم حقن المادة المخدرة وغبت عن الوعي بعدها.
الشفاء بعد عملية القلب المفتوح
بعد الخروج من المستشفى من الضروري العناية بنفسك بشكل فعال لضمان الشفاء السليم ويتضمن ذلك عدة نقاط رئيسية:
الحصول على قسط كافٍ من النوم
قد يواجه بعض المرضى صعوبات في النوم بعد الجراحة، لكن من المهم الحفاظ على ساعات نوم جيدة والاسترخاء، ويمكنك تحسين جودة نومك عبر:
- تناول مسكنات الألم قبل النوم بنحو نصف ساعة.
- ترتيب الوسادات تحتك لتحصل على وضعية مريحة.
- تجنب تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، وخاصة في المساء.
تخفيف الألم
يعتبر الشعور بالألم أمر شائع بعد عملية القلب المفتوح ولذلك فالتعامل معه يعد أمر أساسي، وسيقوم الطبيب أسامة عباس أفضل جراح قلب في مصر بوصف مسكنات الألم، ولذلك تأكد من تناولها وفقًا لتوجيهاته.
الاعتناء بالجرح
يعتبر الاعتناء بالجرح مهم بعد إجراء العملية كما يجب الحفاظ على منطقة الجرح دافئة وجافة ولا تنسَ غسل يديك قبل التعامل معها، وإذا لاحظت أن الجرح يتعافى بشكل طبيعي دون تصريف، ويسمح لك بأخذ حمام مع الالتزام بالشروط التالية:
- اجعل فترة الاستحمام أقل من 10 دقائق.
- استخدم الماء الدافئ بدلاً من الماء الساخن.
- تجنب توجيه الماء مباشرة نحو منطقة الجرح.
- يجب مراقبة الجرح بشكل دوري للتأكد من عدم وجود أي عدوى أو التهاب.
- راقب الأعراض التالية مثل تصريف مفرط من الجرح، ووجود فتحة في الجرح، واحمرار حول منطقة الجرح، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
تجربتي بعد عملية القلب المفتوح
بعد أن استعدت وعيي وجدت نفسي في غرفة العناية المركزة حيث تلقيت الرعاية المتكاملة وكنت متصلًا بعدة أنابيب، وأحدها يخرج من منطقة الصدر لتنظيف الجرح وإزالة الدم المتبقي من العملية، وكان هناك أنبوب آخر في أنفي لتوفير الأكسجين اللازم، بالإضافة إلى أنبوب آخر يخرج من الرقبة مع محلول متصل بأحد أوردي، كما كانت هناك قسطرة بولية وأنظمة مراقبة متصلة بمنطقة الصدر وإصبع يدي، وخلال يومين قام الطبيب بمراقبة حالتي عن كثب بينما كنت أتلقى الرعاية التمريضية مثل الأدوية المخصصة والمحاليل وتغيير مكان الجرح لتفادي انتشار العدوى.
ما هي مدة بقاء المريض في العناية المركزة بعد العملية؟
تعتبر الفترة التي يقضيها المريض في غرفة العناية المركزة بعد عملية القلب المفتوح مرحلة حاسمة للغاية، حيث احتجت إلى دعم أجهزة التنفس الصناعي ومراقبة دقيقة للعمليات الحيوية على مدار الساعة، وعادةً ما تستمر هذه الفترة ما بين يومين إلى أربعة أيام تقريبًا، وبعدها تم نقلي إلى غرفة أخرى في المستشفى لمتابعة حالتي بشكل دوري.
تجربتي مع عملية القلب المفتوح كانت مليئة بالتحديات، لكنها كانت بداية رحلة جديدة نحو الشفاء، وبعد تشخيصي بضعف عضلة القلب أدركت أن الخطوة الأساسية نحو التعافي هي الخضوع للإجراء الجراحي والعلاج المناسب، ونجحت العملية وتمكنت من استعادة قوتي وصحتي بشكل ملحوظ، مما يرفع من معنوياتي ويؤكد لي أن العديد من الحالات شفيت من ضعف عضلة القلب، وللدكتور أسامة عباس الفضل في ذلك، حيث قدم لي رعاية استثنائية وشخصية نظراً لخبرته الواسعة واستجابته السريعة لكل تساؤلاتي والتي كان لها تأثير كبير على مسار علاجي.
